الخميس، 18 أغسطس 2011

تأملات مسافر على متن أتوبيسات "شرق الدلتا"



يبدأ الأمر بأن تذهب إلى شبّاك الحجز فيقابلك رجل لم يستحم منذ ثلاثة أسابيع، تقترب منه فلا يحدث أي شيء (ولا كأن هناك حد قدامه)، تضطر أن تقول إسم المنطقة التي تريد أن تسافر إليها بالرغم من أن الشباك مكتوب عليه إسم منطقة واحدة بس.

بعد عناء تصل إلى مكان (لا تستطيع أن تسميه محطة) به كمية كبيرة من الأتوبيسات ولا يوجد من يدلك على أن الأتوبيس الذي أمامك رايح للإتجاه الفلاني، المهم .. ربنا بيكرمك بشكل ما وتستطيع أن تركب أتوبيسك فتتنفس الصعداء .. مؤقتاً.

أول ما تركب الأتوبيس تشعر فوراً بالهواء الصادر من المكيفات، يقشعِر جلدك من كتر البرودة - أي نعم - ولكنك تضطر إلى وضع منديل فوق أنفك في محاولة لمنع رائحة المجاري (الغريب في الأمر أنك تعرف جيداً إن حمامات الأتوبيس مبيدخلهاش حد.. أمـّال الريحة دي جاية منين ؟!).

تجلس أخيراً بعد عناء من الوقوف في هذا الطابور الوهمي (ذلك الطابور الناتج بسبب الراجل بتاع "حاجة سقعة ببس" والست "اللي جوزها مات وعندها 9 عيال").



تجلس وبالقرب منك شخص مزعج بشكل ما، قد يكون ( سميناً زيادة عن اللزوم، مدخّن، بيقرأ جرايد طول الوقت، رغّاي)، في محاولة - فاشلة - لمنع ذلك العيب الأخير تبتسم له وتدير وجهك بعيداً.

بعد مرور ربع ساعة من جلوسك في هذا الكرسي أخيراً تشعر بأن الأتوبيس بدأ يتحرك (تشعر فقط.. ليس بالضرورة أن الأتوبيس بدأ يتحرك فعلاً)، تمر الرحلة الطويــ(أوي)ــلة في سلام، والخسائر بسيطة جداً (صداع وربما رشح، ألم في الظهر، إنهاك، دوّار، ...إلخ).

تصل إلى باب الأتوبيس أخيراً، تحرك جسدك يميناً ويساراً فتسمع صوت طرقعة فقراتك الظهرية، تود أن تقول لسائق الأتوبيس "إيه الأتوبيسات الـ(...) دي!" ولكنك تحترم نفسك ولا تقول ذلك، تكتفي بإطلاق زفرة طويلة تعبر عن زهقك من الرحلة.

تنزل من الأتوبيس، تلمس قدماك الأرض أخيراً فتستنشق الهواء الطبيعي - الملوث - فتجده أفضل ألف مرة من الهواء المُعاد تدويره بالداخل، تتطمطع طويلاً، ثم تُخرج التذكرة التي كانت في جيبك، تتأمل كلمة "نتمنى لكم رحلة سعيدة" لثوانٍ قبل أن ترمي التذكرة في أقرب سلة مهملات.


هناك 12 تعليقًا:

  1. وجعتلي ضهري وانا قاعد، افتكرت مشاوير شركة البترول في جنوب الضبعة

    ردحذف
  2. إنت بتوصف بالظبط أتوبيس ركبته وأنا رايحة رحلة لمطروح
    أقولك فيه أكتر من كده كمان .. الكرسي بتاعي أصلا كان ضهره واقع !! وكل ما أنسى وأريح بضهري لورا طنط اللي ورايا تزعقلي : "ما تحسابي يا حبيبتشي!!"

    ده غير إني لما حاولت أغير مكاني وأقعد جنب طفل كان نايم ع كرسيين جنب بعض ، قلت لمامته فقالتلي " "اللاه !! الواد نايم ! أصحيه يعني !!! "
    :))))))

    ردحذف
  3. شرق الدلتا ... حكومى يعنى ههههه هو انت منتظر ايه غير كده
    بس ابقى جرب السوبر جيت او الاتحاد العربى او حتى جو باص احسن بكتيييييييييييييير من شرق الدلتا
    امال لو ركبت اتوبيس شركة جنوب الصعيد حتقول ايه ههههههههههه بلاش تحاول تشوفه حتى ههههه
    انا برضه ببرد من تكييف الاتوبيس ومش بحبه
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ليه بتحاول تشوف لوحدك بس
    شارك الاخرين الرؤية - انا بقلك شارك مش شوف بعينهم - رؤية الاخرين قد تطلعك على جوانب اكتر للموضوع
    جرب مشاركة الاخرين للرؤية حتفيدك بتكوين رؤية اشمل واعمق وبسرعة
    تحياتى

    ردحذف
  4. Omar El Walied | عمر الوليد:
    شكراً :)
    __

    Hossam Elamir :
    آسف :)
    __

    أميرة:

    عجباني أوي "حبيبتشي" دي، أول مرة أشوفها مكتوبة أنا بسمعها منطوقة بس، والحمد لله إن الموضوع عدّى على خير :)
    __

    شمس العصاري:

    جربت واللـه كله :) هوّا شرق الدلتا اللي حبيت أكتب عنه لإنه الأقرب إلى قلبي (ومتعرفش إزاي)، شكراً على تشريفك ليّا هنا.. :)
    بس سؤال.. بالنسبة لما تحت الخط ده عبارة عن إيه ؟ نصيحة عامة ؟ مين اللي قال إني بحاول أشوف لوحدي ؟ (رغم إن ده أحياناً بيبقى حقيقي :D).

    تحياتي.

    ردحذف
  5. واضح إننا مش حاسين بنعمة ربنا علينا، لازم نرجع نركب جمال في السفر زي زمان، آدي أخرة الفرجة على الأفلام الإفرنجية الحاقدة اللي بتحاول تنقل لينا صورة خاطئة عن وسائل النقل الحديثة، صورة مش موجودة غير على المريخ، والنتيجة بقينا متبطرين على النعمة، وسلامات يا حكومة!!!
    أقولك حاجة: احمد ربنا إنك وصلت بالسلامة!

    ردحذف
  6. نتكلم بجد شوية.
    قد لا يصدق أحد ما سأقوله الآن ولكنها تجربة شخصية أثناء زيارتي لدولة أوروبية متقدمة، حيث الأتوبيسات الحكومية لديهم تميل في المحطات أثناء توقفها على جنبها حتى تقترب بسلم الأتوبيس من الأرض، فلا يحتاج الراكب إلى رفع رجله كثيرا للوصول إلى سلم الأتوبيس!!
    ملحوظة أخرى صادفتني عدة مرات وهي أن سائق الأتوبيس كثيرا ما ينزل من الأتوبيس لمساعدة سيدة عجوز أو شاب معاق في ركوب الأتوبيس ويحمل معه أغراضه إلى أن يجلسه على الكرسي.
    عندهم يتعاملون مع البشر على أنهم بشر!!
    يقول تعالى: "ولقد كرمنا بني آدمم"

    ردحذف
  7. جميل أوي فكرتني بالبوست ده كنت كاتبه السنة اللي فاتت بس عن السكة الحديد مش الأتوبيس
    بس البوست بتاعكواقعي أنا بتاعي فنتازي شوية :)
    http://aymnalex.blogspot.com/2010/02/blog-post_14.html

    ردحذف
  8. Bahaa Talat :

    لنأمل إن مصر تتغيّر في 2020 أو قبل كده كمان ... أنا عندي أمل.. يا رب نكون كلنا كده.

    Ayman :

    شكراً على المرور .. وشوفت البوست فعلاً :)

    ردحذف
  9. 2020 مصر تتقدم ؟ تتغير؟
    احنا في 2011؟

    يمكن

    اما بالنسبة للأتوبيسات فانا جربت شرق الدلتا و غرب الدلتا و وسط الدلتا
    ما اسخم من سيدي الا سيتي علي رأي المثل

    اما القطار
    فاذا لم ينعم الله عليك بنعمة القطار المكيف فلك ان تتحمل كل انواع العذاب من بتاع الشاي اللي بينقط عليك مية سخنة و من الشحاتين و من اللي عندها 9 عيال و ابوهم مات و سيبهم حتة لحمة طرية و من بتوع الملابس اللي من بورسعيد و من بتوع البسكوت و السجاير و الفاكهة كمان ده غير السواك و الشرائط الدينية و السلاسل اللي بجنيه اللي فيها حبة زرقاء تقيك الحسد و تعلم الانجليزية في اسبوع و قصص ماجد لاطفالك و عليها هدية و خد عندك بقي التقيلة سلي وقتك بجرنان اصفر من اياهم بتاع فلانة الفلانية اللي اتمسكت في شقة مش و لا بد و فلان اللي مراته قتلته و قطعته
    ياعم عبده كفاية كده بقي علشان انا تعبت
    سلام

    ردحذف
  10. الأستاذ سكندري...

    منوّر المدونة والله، ومن خبراتك في القطارات نستفيد، سلامات :)

    ردحذف

إتكلّم!