الأحد، 31 يوليو 2011

ستة شهور وشوية


مرت حتّى الآن ستة شهور وشوية منذ أن بدأت ثورتنا المجيدة، مرت الأيام 25 يناير و26 يناير و27 يناير (إلى 11 فبراير) كأيام مميزة، كانت عصيبة أحياناً ،كئيبة أحياناً وتبعث على البهجة أحياناً أخرى، انتهت الثورة لتبدأ حملات تنضيف الشوارع ودهان الرصيف في دليل إيجابي على أن الشباب بيتحركوا (وعايزين يتغيّروا).

تدريجياً توقف الشباب عن دهان الأرصفة وابتدوا يدهنوا صفحات الفيس بوك والتويتر بأشياء متنوعة تندرج بين (الألش الساذج، والنقد الهادف)، مرّت أيام أخرى وبدأ الفار يلعب في عب الناس، شعروا أن الثورة ابتدت تضيع منهم فقامت عدة مليونات أخرى كانت غالباً ما تقام في يوم التحرير (الجمعة سابقاً).

نهايته ...ما الفائدة من كلامي هذا ؟

الفائدة وبكل بساطة أنني أريد أن أوضّح أن كل شيء قابل للتغيير في أي لحظة، تغيرنا فجأة للأحسن في 25 يناير، تغيّرنا فجأة للأسوأ ولم نهتم بأخلاقيات الثورة، تغيرت وجهة نظر البعض للإخوان فوجدوهم (إنهم مش وحشين أوي)، تغيّر المجلس العسكري للأسوأ ولم يعد فلة شمعة منورة كما كان، تغيّر التلفزيون المصري – للحظات – فظننا إنه ممكن يكون أحسن، تغيّر مرة أخرى للأسوأ (والدليل اللي جاي في رمضان السنة دي)، تغيرت ثقة الناس وتفاوتت في درجات الثقة بمرشحين الرئاسة، فاللي كان فاكر أن البرادعي هو الأفضل اكتشف أنه من الممكن أن يكون العوّا أحسن، والعكس صحيح، تغيرت الآراء والأفكار والمعتقدات وتزايدت الجدالات والحوارات وهاجت الدنيا وماجت والكل يحاول أن يقنع الطرف الآخر بوجهة نظره، أو بمعنى أدق (يخوّنه)، (فأسلوب الإقناع مبقاش ليه فايدة).... وبينما الجميع في هذه اللخبطة تناسى أهم حاجة في رأيي.

هذه الحاجة المهمة جداً تتريق الناس عليها كتير، ولكن لو كانوا يعلمون مدى أهميتها أو مدى فائدتها (لزمانهم عملوها على طول)، هذه الحاجة هي تطبيق وتنفيذ تلك النقاط المكتوبة في الورقة الشهيرة الكاملة الشاملة التي كانت تُوزع بعد الثورة (من النهاردة دي بلدك انتا، مترميش زبالة، متكسرش اشارة، متعاكسش بنات،احترم غيرك، احترم القانون... الى آخره)، هذه الورقة (ومثيلاتها) لو قمنا فعلاً بتنفيذ كل جزئية فيها بذمة – وهو أمر غير صعب أبداً- سنكون فعلاً أفضل بلد في الدنيا.

أعلم جيداً أن تلك الجملة الأخيرة من الصعب تحقيقها (قريباً) ولكن على الأقل فلنبدأ بالتوقف عن الرغي وعن الجدال وعن التخوين (وعن التدخين)، ونبدأ في تنفيذ ما في تلك الورقة.. صدّقني، هنكون بجد أحسن.


ع.سالم
31-7-2011
قبل رمضان بيوم.



الجمعة، 29 يوليو 2011

كلمات وطنية معدّلة


مشربتش من نيلها .. ومش هشرب.. إنتا عايز يجيلي حصوات ف بطني ؟!

مصر قالت صوت ولادي كلمة الحق ف بلادي .. بس مش عارفة ليه بعد ما كان ظاهر كويس بقه بيقطّع تاني.

مصر هيّا أمي .. ونيلها هوّا دمي.. وBla bla bla !

 بسم الله .. الله أكبر بسم الله بسم الله .. هنبتدي ناكل أهو.

 لو لم أكن مصرياً.. لكنت ببوس إيدي وش وضهر دلوقتي.

 فيها حاجة حلوة.. بل حاجات حلوة كمان.. مصاصة تاتّو.. والرشيدي الميزان.. وغيره وغيره.

 لا يا مصري لا ولااا..لا وألف لاااا (خلقت لأعترض).

 يا بلادي يا بلادي .. أنا بحبك يا بلادي.. قولوا لأمي ماتزعليش.. وحياتي عندك متعيطيش.. لحسن أعيط أنا كمان ونقلبها مناحة.

 لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقاراً.. بس نعمل إيه ؟! أهو اللي حصل بقه.

 يا حبيبتي يا مصر .. مش هينفع نكمّل مع بعض.

وأنااااااا .. على الربابة بولوِل.

وقف الخلق ينظرون جميعاً.. (يا دي الكسوف يا جدعان).

 أصله معداش على مصر... (يا بخته).

إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يروح يجيبها بنفسه.


* مع كامل احترامي لكل الشخصيات التي غنّت أو قالت أو ألّفت تلك الجُمل، ومع كامل احترامي لك لو أخذت هذا الهزار بنفس روحه مش أكتر.


الأربعاء، 27 يوليو 2011

العباسية بعيون مستر "قِط"

أول مرة رآني فيها أخد الكمبيوتر بالحضن، عَرفت فوراً أنه قط "تكنولوجي"، لم تمر 48 ساعة وبدأ يلعب بالنوتة التي أكتب  فيها، ترجوته أن يهدأ فلم يفعل، مرت ساعات وبدأت في الكتابة على روقة فلوسكاب فأخذ يحاول أن يختطف القلم مني، فعرفت فوراً أنه قط "ليه ف الكتابة".


"ما تهدا بقه !"


كلما قلتها له يزداد شقاوة وكأنه يحب أن يغيظني وخلاص.


بعد أن أدركت أنه من المستحيل أن أكتب أي حاجة في مثل هذه الظروف قمت بفتح التلفاز، أمسكت الريموت فقفز على الريموت، أبعدته و(جبت) قناة "التحرير"، كانوا يتحدثون عن ما حصل في العبّاسية، المشهد العشوائي المتضارب والأصوات العالية هناك يبدو أنها جعلت أذنيه تتحركان في ضيق، سألته إن كان يريد أن أغيّر القناة ولّا إيه ؟!.
لم يرد، اكتفى بأن يهرش في رأسه قليلاً.


سألته بعد ذلك: "عاجبك اللي بيحصل ف العباسية ده ؟"، نظر لي نظرة (والمنظر ده يعجب حد يعني ؟!)، بدا وكأنه (زعلان)، نظرت له في شفقة وقلت "أكيد طبعا حاجة تزّعل لما تشوف ده بيحصل وإنتا مش قادر تعمل حاجة ؟ الأمور متلخبطة فعلاً"، ظل ينظر لي بنفس النظرة.


"إنتا أكيد زعلان من الناس اللي عمّالة تقول إن كل الناس اللي ف العباسية وغيره ثوّار.. مش كده ؟!"، وللمرة الأولى أخيراً يرد بـ"مياااو".


بالتأكيد كان يقصد بها "أيوة".


انتهى التقرير وجاءت الإعلانات، ظللنا صامتين نتابع التلفاز بهدوء حتى كـسرت الصمت قائلا: "طب تحب تعمل إيه علشان متفضلش زعلان ؟! ننزل التحرير ولّا كده احنا هنزيد الطين بلة ولا إيه ؟! أنا مش عارف"، حرّكت قلمي يميناً ويساراً في مشهد يُعرف في الأفلام بـ(التوتر)، انتفض القط فجأة وأخذ يطارد القلم وقد تبددت ملامح الحزن في عينيه، ابتسمت وسألته "كده إنتا مبسوط يعني ؟"، قال بنشاط:
" مياو مياو".

حينها أدركت بأن "مياو مياو" تعني (آه)، الله أعلم ماذا كان يقصد بـ"مياااو" الأولّانية، لنأمل أنه كان يقصد بها "مش عارف".

الاثنين، 25 يوليو 2011

فتافيت ملهاش لازمة

· سألته إن كان يدرك الفرق بين الأهلي والزمالك، فقال لي "مافيش"، أصريت ان يقول لي فرقاً واحداً فقال "الفرق بس إن الزمالك خلّصت البوية الحمرا بتاعتها قبل ما تكمّل تلوين تيشرتاتها"، قلت له "تفتكر ده فرق ؟"، رد مبتسماً : "بل وأفتكره ميزة كمان".

· كان لي صديق مقرّب (لم يعد مقرّباً) يكتب جملة "بسم الله الرحمن الرحيم" (الميم لازقة في الألف... بسمالله)، سألته "إزاي بتكتب كده ؟ مبتقراش قرآن ؟!"، قال لي متعجباً (طب وإيه علاقة القران ببسم الله ؟!)، نظرت له نظرة متفحصة ولم أعقّب، لم أعرف إن كان (بيهزّر) ولّا (إيه حكايته؟) ولكنني لم أتجادل حقنا للدماء.

· في الطريق إلى المنزل تقابلنا أعمال حفر، أطل برأسي من شباك السيارة في محاولة لمعرفة نوع الحفر أو سببه، أخمّن (صرف صحي)، تقول أمي..(لأ.. تقريباً كهربا)، أرفع رأسي إلى أعلى (طب ممكن تكون اتصالات مثلا ؟)، أقول بعد أن تقترب اليافطة الرئيسية (خلاص هنعرف أهو)، دائما ما تقابلنا اليافطة بجملة وحيدة لا تتغير (نأسف للإزعاج).


· أن تتبع (ريجيما) وتكون واثقاً من أنه سينجح، هو نفسه أن تقفز من أعلى ناطحة سحاب وأنت واثق من أنك ستطير.

· وضعت سماعات الإم بي ثري في أذني، وابتدأت في هز رأسي مع الأغنية، نظر لي والحزن في عينيه، قال لي بحزن طفولي : "أنا كنت بحبك يا عمو.. كنت عايزك تبقى معايا ف الجنة".

· ظل يكتب في مقالة طويلة، كانت أروع مقالة كتبها في حياته، تأملها طويلاً قبل أن تنقطع الكهرباء فجأة، في ثوان تذكر أنه يستخدم "ويندوز 2000" ويكتب مقالته في جهاز كمبيوتر (مش لابتوب)، كان ذلك كافياً لجعل عينيه محتقنتين لمدة أسبوع كامل.

· مصرلا تحتاج إلى "مرشحين رئاسة"، مصر تحتاج إلى "مُرشح لمرشحين الرئاسة".

السبت، 23 يوليو 2011

حقايق مُرة.. أوي !

المستحيل الخامس

"هيا الحقيقة ليه دايما مبهمة ؟"
سؤال..
مش حتعرف أجابته..
غير لما الحقيقة تبقى واضحة !

_______

127


الحياة
 زي عربية 127
صعبة
ومش مستقرة
- هيا -
تتعب
 لما تركِنها
- وانتا -
تتعب
لما تركَبها!

_______

الخميس، 21 يوليو 2011

توفيق عكاشة والحُلم القديم


الغلطة ليست غلطة توفيق عكاشة.

توفيق عكاشة عاش صغيراً في منزل فلاّحي مبني من الطوب اللبن (أو هكذا أتوقع!) وترّبى على رؤية البط وهو يُزّغّط كعادة طبيعية مارستها العائلة وتوارثتها الأجيال، الغلطة ليست غلطته.. ليس من حقك أن تتهكم على اندفاعه الشديد وعلى اهتمامه الواضح بتزغيط البط، فكما شب المرء على شيء شاب عليه (من شبّ على البط شاب عليه).

الغلطة ليست غلطته، عكاشة ترّبى بحيث يعلّي صوته في أي موقف يستاهل أو ميستاهلش، الناس حواليه هم من جعلوه هكذا.

الغلطة ليست غلطته، روح البارانويا التي تخالجه هي من جعلته يقول أنه قد تعرّض لـ28 محاولة قتل، وفي نفس الوقت يؤكّد لقناة "التحرير" أنّه جاء إلى مقرها (بعربيته وبدون حارس).

الغلطة ليست غلطته، الرجل لم يكن يُدرك بأنه سيثير تلك الضجة، لم يكن يتصوّر أنه سيأتي يوم بعد الثورة ويأتي بعض الناس ويشجعوه ويرسلوا له بعض الرسائل ليلقيها في برنامجه، الراجل اتبسط برضه.

الغلطة ليست غلطته، الرجل كان مع الحزب الوطني (وعندي شك إنه احتمال يكون "وما زال")، واحد مع الحزب الوطني، ماذا تريد له أن يكون ؟! (على نفس وزن: واحد مصاحب علي علوكة وأشرف كوخة ؟ عايزه يطلع إيه؟(.


الغلطة ليست غلطة توفيق عكاشة، الغلطة غلطة من سمحوا له بأن يُصبح أمامنا، الغلطة غلطة الإعلام الذي سمح بظهوره لنا، الغلطة غلطة (الأدمغة الناشفة) التي ما زالت تتمتع ببرود عجيب فترى أن (اللي بيعمله عكاشة ده فيه مصلحة للبلد)، الغلطة غلطة من يؤيده، الغلطة غلطة من ساعد على رفع قيمة توفيق عكاشة بدون أن يهتم برفع قيمة بلده أولاً.

توفيق عكاشة يرى أن البرادعي لا يصلح للرئاسة حيث أنه لا يستطيع (تزغيط البط) بمهارة.... الأمر متطابق أيضاً معي، فأنا أرى أن توفيق عكاشة لا يصلح للرئاسة - ليس لأنه مزغّط للبط، لا مانع أن يكون الرئيس مزغط بط شاطر- ولكن لأنه كثير الكلام، قليل الأفعال، والأهم...لأنه بكلامه لا يستطيع (تزغيط عقول الشعب) بمهارة.


الأربعاء، 20 يوليو 2011

لعب عيال




مذيع ومذيعة يقفان في وسط استوديو كبير به الالاف من البلالين والعشرات من الأطفال الصغار ..
وصوت أغنية الأطفال الشهيرة شخبط شخابيط تعلو بشدة مما يجعل بعض الأطفال متضايقون (وحطّين ايديهم على ودانهم) .

ومهرج لا يقال عليه سوى (مسخرة) يرقص أمام الأطفال بينما هم يبحلقون فيه وهم يقولون " مين العبيط اللي بيرقص ده ؟ "
يعبث المذيع في شعره قليلا ويُكلم الكاميرا قائلا :
-  أهلا وسهلا بيكوا يا حبايبي يا حلوين في حلقة جديدة وبرنامجكوا لعب عيال !

يعلو تصفيق الأطفال ..
تقول لنا المذيعة بشعرها المنكوش ..
-  أهلا بيكوا معانا ... النهاردة حلقتنا من لعب عيال حتكون مميزة جدا .. علشان النهاردة حتكون معانا جوايز كتيييييير علشان خاطر حبايبنا الحلوين ..
تلتفت إلى المذيع وتقول :
-     نبتدي الحلقة يا تامر ؟
-     يلا بينا !!
" هيييييييييييه "

تقول المذيعة بعد أن تضبط قصة شعرها المدلدلة على عينها
-     ومعانا أول اتصال النهاردة ... نقول آلو ؟!
يرد صوت طفولي لطفل يبدو عليه أنه ( أمور )  أوي ... نسمعه يقول :
-     الووووو ..
-     يا خراشي .. مين الولد الأمور اللي بيكلمني ده ؟!
-     أنا حمادة
-     كوتي كوتي كوتي ... إزيك يا حمادة ؟!
-     (الحمدو) لله !
-     طيب بقى يا حمادة .. قول لنا بتكلمنا منين ؟!
-     من الشرابية !
-     !!!

تضطرب المذيعة قليلا وتتعجب من أن هذا  الولد ( الكوتي كوتي ) قد يكون من الشرابية .. ولكنها قالت بعد أن عدّلت قصتها مرة أخرى :
-     أوكي ... عايز تشارك معانا النهاردة في المسابقة ؟!
-     طبعا
-  ماشي .. حسألك سؤال وانت تجاوب عليه ... السؤال بتاعك بيقول... امتى كانت حرب ستة أكتوبر ؟!
تعبث المذيعة في شعرها مرة أخرى ثم تقول :
-     قدامك 10 ثواني .. 1 .. 2 ...3 ...4
-     1967 ؟!
-     حديك فرصة كمان يا حمادة !
-     ثوكلن !
-     5 ... 6 ....7 ....8 ... 9 ..
نسمع صوت والدة الطفل وهي تقول له 1973 في عصبية مفرطة.
-     1973 ؟!
تعلو بعض الهدايا الافتراضية العملاقة على شاشة البلازما التي توجد خلف المذيعة ويصاحبها لحن طفولي به بعض الفرحة وترقص كلمة " مبرووووووووك " على الشاشة ..

تقول المذيعة بابتسامة :
-     ألف مبروك يا حمادة ... الأجابة فعلا صح !
-     هييييييه ...
-  كسبت معانا النهاردة كورة مرسوم عليها ميكي ماوس .. الف الف مبروك ... وعلى فكرة الكورة مقدمة من محلات ( الولد الأمور ) للألعاب ..
-     شكرا يا طنط سلوى !

( قال إيه مسمية نفسها طنط سلوى ! )

-     العفو يا روح قلب طنط ... تحب تبعت إهداء لحد ؟!
يظهر صوت أم الطفل مرة أخرى وهي تقول له بصوت حاولت أن يكون منخفضا " قول ببعت إهداء لماما حبيبتي "
-     ببعت إهداء لماما حبيبتي !
تتغاضى المذيعة عن سؤاله إذا كانت والدته هي من قالت له أن يقول ذلك ( وهيا عارفة كده طبعا )  علشان شافت  إنها حتحرجوا ... قالت بعدها :
-     شكرا يا حمادة ... مع السلامة !
والتفتت بعدها إلى المذيع الآخر الذي يقف بجانبها وقالت :
-     إيه رأيك نستقبل اتصال تاني ومتسابق جديد ؟!
-     أكيد حنستقبل اتصال جديد ... ولكن .. بعد الفاصل

ونزّلت كلمة لعب عيال وهي ترقص على الشاشة بنفس الأسلوب الذي جاءت به كلمة مبرووووووك ( وده معناه إنهم بيستخدموا الباور بوينت في البرنامج ).
بعد أن يأتي الفاصل يصيح المخرج في المذيعة :
-  إيه اللي انتي عملتي ده يا ست هانم ؟! .. ما تركزي شوية في شغلتك ! .. مش قادرة تتحكمي في وشك ؟! .. أول لما الواد قال لك انه من الشرابية قمتي اتخضيتي وبان على وشك !

برطَمت ببعض الكلمات  ... والتفتت بعدها إلى الأطفال الصغار المساكين المحبوسين في الأستوديو بين البلالين ومع المهرج السخيف .. وقالت :
-  بصوا بقى ..أي حد عايز يخش الحمام علشان يعمل بي بّي يروح دلوقتي حالا علشان بعد أقل من دقيقتين حيخلص الفاصل ده .. واحنا مش عايزين حد يغرّق الاستوديو واحنا ع الهوا !

وبالفعل قام أحد الأطفال واستأذن إن كان يستطيع عمل ( بي بّي ) ..
-     بس بسرعة !

وبعد أقل من دقيقتان كان الطفل قد عاد من الحمام .. وبعدها جاءت كلمة ( لعب عيال ) وهي ترقص مرة أخرى ليبدأ بعدها البرنامج مرة أخرى على الهواء مباشرة ..
وأخيرا نطق هذا المذيع عندما قال :
-     ورجعنا مرة تانية وبرنامج لعب عيال ...

تصفيق حاد من الأطفال اللي قالولهم  (سقفوا وحنديكوا بومبوني ) .. وفي الآخر مش حيدولهم بومبوني ولا حاجة

-  بالفعل رجعنا مرة تانية ... ودلوقتي حنستقبل معاكوا تاني اتصال في الحلقة ...
-     فعلا يا سلوى ... نقول دلوقتي .. ألو ؟!
-     ألو ؟!
-     مين معايا ؟!
-     أنا شجرة الدر .. إزيك يا عمو تامر ؟!
-  شجرة الدر ؟! .. اسم جميل جدا ...أنا كويس وزي الفل .. تحبي تشاركي معانا في المسابقة ؟!
-     أيوة
-  أوكي ... سؤالك بيقول ... مين هيا زوجة الملك الصالح اللي انتصرت على الصليبين وعلى لويس التاسع لما جه هوا وعصابته علشان يحتلوا مصر ؟! .. قدامك 10 ثواني ..... 1 ...2 ... 3 ...
-     كليوباترا ؟!
-     احم ... حديكي كمان فرصة ... 4 ...5 ...6 ..
-     نفرتيتي ؟!

يقول المذيع بصوت عال جدا وهو يشد في شعره :
-  يا شجرة الدررررررررر .. يا شجرة الدررررر .. ركزي شوية .. حديكي فرصة أخيرة يا شجرة الدر !
-     أوكي ....
وتصمت قليلا ثم تقول :
-     سوزان مبارك ؟!



وبالفعل انتهى البرنامج بعد أن أخد المذيع يلطم على وجهه وهو يقول " إيه الغباء ده يا اخوانا ؟! " ..
وبالنسبة لحمادة فهو لم يحصل على كرته المرسوم عليها ميكي ماوس حيث أن محلات ( الولد الأمور ) غزتها الفئران (مكنوش بيستخدموا طارد الفئران السحري).

وبالفعل..
كان البرنامج مجرد لعب عيال !

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

ثقافة الـShourtcuts




الوقت مبقاش فيه بركة.
جملة طبيبعية عفوية حقيقية مية ف المية، الوقت لم يعد كما كان، نحتاج أن يكون اليوم الواحد 48 ساعة على الأقل، لذلك.. أصبحنا نعتمد على الإختصارات في كل شيء.
نختصر كلمة Laughing out loud فنكتب lol.
نختصر كلمة Br right back فنكتب Brb
نختصر كلمة "أوكي" فنكتب "أوك"
نختصر المقدمات والتراحيب والأحضان فنقول "خش في الموضوع على طول".
نختصر الفلوس وأسلاك التليفون فنكتفي بأن نتكلم مع أصدقائنا في الخارج بالماسنجر.
نختصر الذكاء والعبقرية فنقول لأبنائنا "مش عايزين إختراعات... عايزين الدرجات النهائية!"
نختصر الكلام فنخترع التويتر (140 حرف !)

نختصر فنختصر فنختصر حتى تُصبح عملية الاختصارات أساساً في حياتنا نُمارسه بدون أن نلاحظ المُصيبة الكبرى، المصيبة في الأمر أن ثقافة الإختصارات لم تأتي من فراغ، لقد تعِبنا (بجد) لكي نتعلم هذه الثقافة، تعلمنا ثقافة التلخيص السريع والاختصارات والshortcuts ونسينا أن نتعلم الثقافات الأخرى، تعلمنا هذه الثقافة أملاً في أن تكون هذه الاختصارات طريقة لإضافة ساعات إضافية لليوم، ولكن ما حدث هو العكس!

 حياتنا التي جعلناها مجموعة من الshortcuts لم تُصبح كما كنّا نتمناها.

حياتنا أصبحت تسير بنظام (الجُملة)، كمَن يشتري أربع علب سمنة سهلة الفتح ولكنها سيئة الطعم، لو كنّا إشترينا علبة واحدة صعبة الفتح ولكن طعمها جيّد لما كنّا فكّرنا في أن نُجرّب تلك السمنة المضروبة وما كنّا أدمنّا شرائها أصلاً.


محاولة بائسة لفهم جملة "آدي اللي أخدناه من الثورة".


في المدرسة... أيام ما كان المُدرس (أو الأبلة) يقولون لك جملتهم المعهودة "نسيت تاكل ؟ نسيت تشرب؟ نسيت تخش الحمام ؟ لأة طبعا ! أمال نسيت تحل الواجب ليه ؟"، كنت تشعر بنوع معين من الغيظ، لم تستطع تحديد سببه لأنك كنت صغيراً أو ربما استطعت ولكن الأمور لم تكن واضحاً بعد في عقلك.
الآن بعد أن أصبحت كبيراً استطعت معرفة سبب هذا الغيظ، السبب هو أن (الأكل) و(الشرب) و(دخول الحمّام) أساسيات في حياتك، أنت لن تحاول –ولن تقدر – أن تنساها، بينما الواجب المدرسي اللعين فهو لا يستحق منك أدنى اهتمام، وهو الأمر الذي يؤدي إلى استماعك الدائم إلى هذه الجملة.

بعد أن نجحت الثورة في القضاء على جزء – ربما اختلفنا في حجمه – من النظام، وقامت بعزل الرئيس السابق، وأسقطت الكثير من الأعلام الفاسدة، انقسم المصريون إلى أقسام مختلفة، أقسام كانت موجودة قبل الثورة ولكن حدودها قد سُنّت بعد الثورة حتى أصبحت حادة جداً.
هناك تقسيمات معينة... تستطيع تقسيم المصريين على حسب "الديانة"، أو"الطائفة"، أو"المنهج السياسي"، أو"مدى الحب للثورة"، إلخ...
في التقسيمة الأخيرة (مدى حب الناس للثورة) تجد قسمان رئيسيان..."ناس بتحب الثورة" و"ناس ضد الثورة"، الأمر بهذه البساطة.
بالنسبة بقه لقسم (الناس اللي ضد الثورة) فستجده منقسماً إلى أقسام أخرى، هناك (كارهو الثورة بشدة) وهناك (مفّضلو أن تبقى مصر بلا ثورة).
(كارهو الثورة بشدة) لن أتحدث عنهم لأنني لا أستطيع تحديد سبباً واضحاَ أو استنتاج رؤية واضحة لكرههم الشديد للثورة وحبهم الأشد للرئيس المخلوع، فلا مبارك كان زي الفل ولا شباب الثورة كانوا (قتّالين قُتلة).
سأتحدث هنا عن (مفّضلو أن نبقى بلا ثورة)، إن كنت مِن الناس اللي بتحب الثورة زيي فَلعل أوّل سؤال يتبادر إلى ذهنك عندما تتحدث عن هذه الفئة هو "ليه؟".
لماذا يرى بعض الناس أن الثورة (بتضيّع الوقت)، أو أن الثورة (ملهاش لازمة)؟ لماذا يعلّق هؤلاء الناس شمّاعة الأخطاء الحالية في الثورة المسكينة؟ لماذا عندما تقابلهم مشكلة يبادرون بقول "شُفت ؟ آدي اللي أخدناه من الثورة!".
لكي نجيب عن السؤال يجب أن نرجع للوراء قليلاً.
السبب هو أن من (لا يحبّذون فكرة وجود ثورة والشغل ده) مازالوا يفّكرون بنظرية (نسيت تاكل؟ نسيت تشرب ؟ أمال ليه نسيت تحل الواجب ليه ؟)، هم لم يخرجوا بعد من حالة الغيظ الطفولي الغير مبرر أسبابه، هم يجدون أن الثورة لم تُغيّر شيئا ؟ هل زادت المرتبات ؟ لأة. هل بدأنا نعيش حياة حرة كريمة ؟ لأة. هل يتمتع المصريون الآن بالعيش والحرية والكرامة والإنسانية ؟ لأة. هل الأمور (اتصلّحت) بشكل عام ؟ لأة..... ينظرون للأمور نظرة الواعِ بما يحدث حوله من تصرفات ولكنه يبررها بقالب واحد مثير للغيظ (غيظ محبو الثورة) وهو أن (ليه مشكلة السلفيين مظهرتش قبل الثورة ؟ ليه مشكلة الفتنية الطائفية قبل الثورة ؟ ليه وليه وليه ؟ أمّال بتقولوا الثورة حلوة ليه بقه ؟!!)، وهو نفس المنطق الذي يتبعه المدرس بمقولته (نسيت تاكل؟ نشيت تشرب؟ أمال نسيت تحل الواجب ليه ؟!).

والسبب الأكبر... هو الكسل.
الشعب المصري كسول بطبعه (مش كلّه ولكن نسبة منه)، المواطن المصري نشيط في عمله، يتحرك هنا وهناك ويعرق باللترات والجالونات، ولكن عندما يأتي شيء لا يؤمن بأهميته أو ربما لا يرى أنه ذو أهمية كبيرة فهو يفّضل أن لا يُحرّك ساكناً، عندما تفسد الحنفية فهو (يكّسل) أن يأتي بـ(جلدة) جديدة، عندما تضعف فرامل السيارة، فهو يكتفي بأن يضغّط على الفرامل ولكن بقوة أكبّر، عندما يُقطع البنطلون فهو يكتفي بترقيعه ويترك البناطيل الجديدة في الدولاب لم تُلمس بعد، باختصار.... يؤمن المواطن المصري بنظرية أن (التلصيم بينفع في كل حاجة).

وهكذا نرى أن (من هم ضد الثورة) يتّمتعون بثلاثة عيوب رئيسية:
أولاً: ما زالوا يثيرون الغيظ بأسلوبهم الشبيه بأسلوب المدّرسين إياه.
ثانياً: يفّضلون الكسل.
ثالثاً: يؤمنون بأن الحاجة المتلّصمة سوف تعمل للأبد(وهو ما لا يحدث)، ويؤمنون بأن (اللي تعرفه أحسن م اللي ماتعرفوش)، لذلك فالوطن المتلّصم والرئيس المعروف نواياه (وإن كانت خبيثة) أفضل من الدخول في مواضيع جديدة (مينوبناش منها إلا التعب).
الآن... لا نَملُك أن نفعل شيئاً سوى أن ندعو الله أن يهدي تلك الفصيلة، ونحاول إقناعهم بأن تحريك قدم المريض المصابة وإن كان مؤلماً جدا إلا أنه في مصلحته بالتأكيد، وأن كل الثورات في العالم لم تجعل شعوبها تنهض في شهور معدودة، نحن نعيد بناء شعب الآن، الأمر صعب بالتأكيد ولكن قرار البدء في البناء – وهو ما اتخذناه – كان قراراً أصعب، وأخيراً... علينا أن نحاول بقدر الإمكان أن نثبت لـ(من هم ضد الثورة) أن الثورة فعلت وتفعل ولسوف تفعل إنجازات لم نكن نتصورها في العهد السابق، الأمر فقط يحتاج إلى الثلاثية (صبر، عمل، وإيمان).
فكما قلنا (الشعب يريد إسقاط النظام)، وقلنا (الشعب يريد معرفة إيه النظام) يجب أن نقول (الشعب يريد الصبر والنظام).



ع.سالم
15-7-2011 
(لو متفق معايا في الكلام اعمل شير ... شكرا )

"أخيراً"... كلمة غالباً تأتي في البداية (مش العكس).



إنتصرت تونس في ثورتها فقلنا "أخيراً... أخيراً في حد اتحرك !"

مصر قررت أن تقوم بالثورة فقلنا "أخيراً... أخيراً اتجرئنا وعملناها!"
إنتصرنا فقلنا "أخيراً.. أخيراً خلصنا منه!"
ومثلما كانت هذه مجرد بدايات، فأنا أيضاً أقول "أخيراً... أخيراً طِلعت المدونة الجديدة!"، أقول ذلك ليس لأن العبد لله فاشل مثلاً في الكمبيوتر وأخيراً عرف يعمل بلوج لنفسه (أو بمساعدة الواد عباس بتاع السايبر مثلاً) ولكني أقول ذلك لأنني أدرك بأن مدونتي القديمة (ربنا يرحمها) لم تكن لترضى بأن تترك صاحبها هائماً بين بلوجات الآخرين وبين صفحات الفيس بوك والتويتر.

قبل أن نبدأ...
أعرفكم بنفسي، إسمي عبد الرحمن بس الإختصار (ع) وخلاص، لا يهم أن تعرفوا أكتر من كده دلوقتي لأن كده ولا كده مسيركم تعرفوا، واللي يصبر ياما يشوف!
فلنبدأ...

القواعد هنا ثلاثة فقط:

1- الحكاية كلها على مسؤليتك.... أنت المسؤول وأنا مالييش دعوة لو أصبت بأية أمراض قلبية أو نفسية أو عصبية.
2- العبد لله ما زال طالباً، لا تتوقع أن أكتب يومياً (!)، ممكن أكتب مرة أو مرتين في الإسبوع (إن شاء الله يعني).
3- لا تترك المدونة هكذا وحيدة، فالمدونة السابقة للعبد لله توفيت من أثر الوحدة، شير ياخويا شير، مش هتخسّر حاجة صدّقني!

وأخيراً...
علشان تعرف النظام ونكون حلوين كده مع بعض...
أنا غالباُ ما سأكتب بالفصحى، وأحياناً (كتيييييير) سأكتب بالعامية، لا تحاول أن تتوقع.
سأتكلم عن إيه ؟!
حسناً، لن أقول لك الإجابة الرخمة إيّاها "كل حاجة!"
لأنني لن أتكلم هنا عن الرومانسية، لن أتكلّم عن القلوب وعن العشق الممنوع، لن أتكلّم عن قصائد نزار القبّاني، ولن أضع أبداً صوراً من نوع القلب المجروح والبنت الزعلانة والولد والبنت اللي ماسكين إيد بعض.
أمّال هتكلم عن إيه ؟!
هتكلّم كما يتكلم أي (شاب مواطن مصري في مقتبل العمر يعرف بعض المعلومات السياسية اللي على قدّه، يُشّجع الثورة منذ بدايتها (شفتوا أنا حلو إزاي؟)، عاصر جيل الأتاري، وأكثر من الأدب في عصر زادت فيه قلة الأدب فأصبح نموذجاً للشاب اللي بيقعد على جنب بس لو قربت منه هيدّيك كل ما في جعبته من أفكار ورؤى ومشاريع وخطط وهيفضفضلك ع الآخر!)

شكراً يا خويا (أو يا أختي) على قراءة هذا الكلام، يا ريت بقه لو قررت أن لا تقرأ الكلام ده بس، إقرأ اللي جاي كمان :)

(مكنتش ناوي أعمل السمايلي دي علشان متفتكرنيش عيّل سيس بقه وحركات وشُغل اللووووووول والتكرار في الحروف وكده بس أهي جت معايا كده وخلاص).