الجمعة، 9 سبتمبر 2011

عن مصيبة "الحكم على الناس بمجرد أي حاجة !"



مااااااا زلنا نقع في نفس المصيبة اللزجة، ما زلنا نحكم على الناس بناءاً على أشياء معينة تم تحديدها سابقاً (من مين معرفش ؟!) على أنها أُسس تسمح للإنسان بالحكم على الآخر، وأنتا متأكد إن حُكمك ده صحيح مية في المية.

لن أحكي عن موقف معين، هحُط ما تسمح لي ذاكرتي بتذكره، وربنا يعينّي..

مثلاً..

دعاء سلطان، تكتب في جريدة التحرير مقالات بعنوان "خط أحمر"، من آخر مقالاتها مقالة بعنوان "القوة الناعمة تنصف الإسلام بمهرجان كازان" (فهمت حاجة من العنوان ؟ طبعاً لأ.. عشان كده يمكنك قراءة المقال من هنا)، ولو كنت مكسّل عن القراءة فتخطى هذه السطور أحسنلّك، بعد قراءتك للمقالة جيداً وبتأني، أنا راضي ذمتك.. هل ترى أي إستهزاء بالإسلام أو أي فتاوي دينية مثلاً ؟!
 
أتوقّع أنك لو كنت إنساناً طبيعياً ستقول "لأ طبعاً"، حسناً، هذا صحيح... مفيش أي حاجة في المقالة، عادية جداً، إذاً لماذا رأيت تعليقات على الفيس بوك من نوعية :

"هيا مين دعاء سلطان دي عشان تتكلم عن الإسلام ؟؟"
"يلا يا بت احترمي نفسك !"
"والنبي تسكّتوا الست دي !"
"من أنتِ حتى تتحدثين عن ديننا الحنيف بهذه الطريقة المبتذلة ؟!"

هل كل ده عشان دعاء مش مُحجبة مثلاً ؟! بأي منطق يعني ؟!


(هذه التعليقات وجدتها فعلاً في بعض الصفحات، وكانت بنسبة كبيرة.. قول 40% من التعليقات بالشكل ده ... ولا تعليق يا حبيبي).



وائل غنيم.. وعمرو واكد.. هم من أكثر الأشخاص نشاطاً على صفحات الفيس بوك والتويتر، ومن أكثر الأشخاص اللي بيتهاجموا بتهمة (ركوب الثورة)! ، لن أدافع عن أحد هنا... سأكتفي بقول : لماذا يوجد الكثير من  يفترض الأسؤا في الناس دائماً، وليس فقط "يفترض"، بل يؤكد إفتراضاته على أنها حقيقة مثبتة.

 ليه الناس بتفكّر بالطريقة دي ؟
وائل راجل وطني وبيحب البلد ؟! نعم ؟! ليه يعني ؟ هيا فيها إيه يتحب ؟ إذن ... وائل غنيم بيعمل كده علشان هوّا (ممول/عميل/خاين/عايز شهرة) !

لا تعليق كمان مرة.

أتعرف المقال الذي نشره "خالد كسّاب" في جريدة التحرير بعنوان "حوار مبارك مع العادلي في قفص الإتهام"؟ إن كنت لم تقرأه فإتعِب نفسك شوية وإقرأه من (هنا)، كسّاب يتحدث في مقالته عن تفاصيل شدييييدة الدقة عن ما حدث وما قيل بين علاء وجمال وحسني والعادلي قبل وبعد المحاكمة (الأولى)، وفي جزء من المقالة يؤكد أن المعلومات (من مصادر لا يرقى إليها الشك).

أنا - من رأيي الخاص - إن خالد كسّاب كتب هذا المقال من مخيلته تماماً ووضع هذه الجملة كنوع من الهزار.. ده رأيي، وإن حتّى كان غير صحيح، لماذا نرى تعليقات من نوعية :

"هجّاااااااص !"
"ده إيه المسلسل العربي ده ؟"
"إنتوا بتستخفوا بعقولنا ؟!"

وإنتوا إيه اللي عرّفكوا إن خالد كساب (فعلاً) يكون عِرف المعلومات دي بـ(مصادر لا ترقى إليها الشك) ؟! (مع إنّي ما زلت ثابت على رأيي، واللي مخليني متأكد إني قريت مقالة لكسّاب في الدستور من زمان كان بيحكي فيها عن زين العابدين وهوّا بيغادر البلاد، وحاكي برضه تفاصيل شدييييييدة الدقة ! "إقرأ المقالة من هنا
" .... ده معناه إيه ؟ معناه إن خالد كسّاب بيحب يتصوّر أحداث بعيدة عنّه ويكتبها على هيئة مقالة !....... ومازال ده مُجرد رأي شخصي".

ما زال الكثيرون مننا في حاجة إلى تفتيح مخهم شوية، ما زلنا لم نتغيّر بنسبة جيدة، مازالت الأفكار البالية المتعفنة تُسيطر على دماغنا، وما زلنا نُقدس ناس لا يستحقون الاحترام، وما زلنا نتهم ناس لا يستحقون الإتهام.

الخلاصة يا عزيزي..
فكّر كويس وإدرس كل المُعطيات قبل ما تحكم على أي حد، صدّقني هتتبهدل في عيشتك لو الناس حَكموا عليك بنفس الطريقة.





هناك 9 تعليقات:

  1. خلينى فى المثال الاول بتاع دعاء ...بصراحه انا لما قريت المقاله استغربت من انك حططها كمقاله فيها كلام خطر او يثير التوتر فالمقاله اقل من عاديه بل تصل لمرحله الملل عادى جدا....بص التعليقات على اى موضوع فى مصر بقت فى منتهى الغرابه حتى فى المدونات وسط التعليقات الطببيعيه هتلاقى فى مدونات الولاد حد بيشتمك بلا داعى اما فى مدونات البنات هتلاقى تعليقات معاكسه ...ايه عمرك ما جالك رد خارج؟؟

    انا هحكى لك حدوته حصلت عندى فى المدونه و اعذرنى على التطويل ...مره كنت كاتبه مقاله بعترض فيه على قرار عميد جامعه بنى سويف على منع اختلاط الطالبات و الطلبه فى المحاضرات و تطور الامر فى التعليقات و كان النقاش حامى و وصل الامر باحد المعلقين بيقولى : "انا مش شايف انك وصلتى لمرحله الالحاد بعد ..." تفتكر فى موقف زى ده الواحد يرد يقول ايه؟؟...

    ردحذف
  2. كنت مترددا في التعليق على مقالك في البداية، ولكن حاول أن تتقبل ما سأقوله:
    أولا: أتفق معك تماما في ضرورة احترام آراء الآخرين، وكما يقول بعض العقلاء: أنا سأتكلم فإن أعجبك كلامي فاستمع له وإن لم يعجبك فلا تسمعه وأنت حر، ولكن بشرطين يجب أن لا تهاجمني ويجب ألا تمنعني من مواصلة كلامي.
    ثانيا: لست من المتفقين مع وائل غنيم أو عمرو واكد، ولكني أرى في نفسي وفي كثير من الناس نفس الصفات التي وصفتهم بها (راجل وطني وبحب البلد) فهل هذا يكفي حتى أتحدث باسم المصريين؟ بمعنى أقرب، أنا كيميائي وبحب الكيمياء فهل يعني ذلك أن أتحدث باسم الكيميائيين وأن أحاضر في كلية العلوم؟

    رأيي أن من يتحدث في موضوع لابد أن يكون مؤهلا لذلك وفقا لضوابط واضحة ومحددة وأن يرضى الناس به متحدثا نيابة عنهم، مع عدم إغفال أننا من نعطي الأهمية للشخص بمتابعته.

    نقطة أخيرة أتمنى أن تتقبلها مني، حيث أرى أن جميع تصرفاتنا وانفعالاتنا لابد أن تنبع من منطلق إسلامي فهو دين للحياة.

    معذرة على الإطالة وتقبل تحياتي...

    ردحذف
  3. د/دودي:

    لأ لسه مجاليش ردود خارجة حتى الآن :D
    قريت المقالة بتاعتك ومتفق معاكي فيها بصراحة، وبالنسبة لنرد ونقول إيه فأحسن حاجة على ما اعتقد نقول "لا حول ولا قوة إلا بالله".
    وكمان.... منفرضش رأينا عليهم، هي مجرد آراء، بس المهم بأه إن هما ميغلطوش.. وده اللي نتمنى إنه يحصل.

    ردحذف
  4. Bahaa Talat:

    بالعكس..
    أنا سعدت جداً من هذا التعليق :)
    وعلى فكرة.. متفق معك في نقطة أن تصرفاتنا يجب أن تنبع من الإسلام ... لا مشاكل طبعاً :)
    وبالنسبة لنقطة وائل غنيم .. فمن رأيي إن وائل (زيه زي أي حد على الفيس بوك.. لم يتحدث باسم الشباب، ولم يتحدث باسم مصر.. وائل لا يضع قرارات، الشباب همّا اللي بيحطّه المواعيد والطلبات وخلافه... ).

    قد يكون رأي وائل غنيم مؤثر في بعض الناس، ولكنه فقط (بيحط رأيه، مبيفرضش رأيه على حد)... (وده برضه مش دفاع عنه، أنا بحط مجرد رأي شخصي).

    تحياتي ... سلامات :)

    ردحذف
  5. hakr2ha ba3den

    sadek maghol

    ردحذف
  6. السلام عليكم
    تحياتى
    شاكر لك الزياره وان شاء الله تتكرر زياراتنا
    الفترة القادمة
    اخي الكريم لك كل التحية والتقدير

    ردحذف
  7. القناعات المسبقة اهلكتنا

    ردحذف
  8. أول مرة أشوف مدونتك و عاجبنى البوست ده اوى على فكرة
    لأنى موافق عليه مليون فى المليون
    و على فكرة انا مش لسه قارى يوتوبيا
    لو قريت كويس :)))
    هاتعرف انى كاتب انى بقراها للمرة التانية :))
    سعيد بمعرفتك للغاية

    ردحذف
  9. حلو اسم المدونة

    واصبت لما قلت محتاجين نفتح مخنا شوية

    ردحذف

إتكلّم!