الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

عسل رُمادي



سألني إن كنت "بحب الكورة"، هززرت رأسي نافياً، قال "أمال بتعمل إيه لما بتبقى فاضي ؟"، كإجابة نموذجية أرد :"أبداً... بلعب بالكمبيوتر.. بقرأ..بكتب.. يعني حاجات كده"، ينظر لي نظرة الفتاة بعد أن تقتل صرصاراً ويُكمل احتساء كانز الشويبس، أتأمل "تفاحة آدم" لديه وهي تتراقص فينظر لي بحدة ويطلق تجشؤاً طويلاً.

في آخر الشارع يلعب ثلاثة أطفال بسيارات تذكرني بـ"عربيات سابق ولاحق"، كنا نتحرك في اتجاههم، سألته "هوا احنا رايحين فين ؟"، قال بينما يعيد تصليح وضعية إحدى السيارات التي اصطدمت بقدمه، "أدينا بنتمشى وبناخذ نفس".



حاولت أن أأخذ نفساً فوجدت الأمر غير مشجع على الإطلاق، مر شخص ما لم أستطع تحديد هويته بـ"توك توك" بالقرب من صديقي.


"باشا، أمّال فين العدة اللي قلتلي هتبعتها ؟"
"والله بعتهالك الحاجة قالتلي ان انتا مش موجود... هبعتهالك تاني النهاردة"


سألته "إيه الحاجة دي ؟"، رد بثقة مبتسماً "لأ ده هارد كده بس إيه ! .. فيه جايمس وأفلام بأه وكده... شفت (اللمبي 8 جيجا)؟ جااااحد !"، رددت مبتسماً "لأ ماليش ف الحاجات دي"، نظر لي بقرف متزايد، لعب في شعر رأسه قليلاً قبل أن يقول : "بقولّك ... أنا زهقت.. أنا راجع بأه سلام يا باشا".

"مش انتا قلتلي هنتمشى شوية ؟ احنا ملحقناش ؟"

"هتتعوض يا باشا ! سلام"



قالها والتفت، تركني وحيداً في هذا الشارع، عاينت المكان بنظري سريعاً فاكتشفت إني (مش عارف المنطقة نهائياً)، أسرعت بخطواتي خلفه.

"إ... بقولّك.."

نظر لي بزهق.

"نعم ؟!"

"تعرف مايكل جاكسون؟!"

"لأ...".

قالها بإزدراء فإبتسمت متداركاً الوضع، "طب سيبك من ده .. عارف تامر حسني ؟"



"عندك أغاني ليه ؟!"، قالها بلهفة مبالغة فيها.

"لأ بس أنزّلك حالاً من عنيّا.. بس واحنا مروحين البيت .. أوكي؟".

"قشطة".

قالها بحماس فإبتسمت في وجهه، بدا متلهفاً لإستقبال الأغنية ونحن في التاكسي، مرت عدة دقائق قبل أن يقول لي وهو يرفع إحدى حاجبيه لأعلى.

"بس معرفش ان انتا بتصاحب مسيحين يعني ؟!"

"أنا أعرف مسيحين آه.. بس مين قالّك ؟!"

"انتا باين عندك زهايمر ... أمال مين مايكل اللي قلتلي عليه ده ؟!"

إبتسمت محاولاً شرح الأمر، "أولاً هيا إسمها ألزهايمر.. مش زهــ.."، قاطعني قائلاً بابتسامة أودع فيها كل الثقة والكبرياء : "خلاص خلاص .. مش هقتلك ولا حاجة أنا مش إخوان... ابعت بس الغُنية دي لإني ابتديت أزهق".




الأحد، 7 أغسطس 2011

إتفرّج على عمرو مصطفى.. مين قدّك


لا أطالبك بأن تضحك، لا أطالبك بأن تبكي، لا أطالبك أن تعترض، لا أطالبك أن تفقع مرارتك.


أطلب - ولا أطالب- منك أن تشاهد هذا الفيديو (ده لو إنتا مشفتوش)، الفيديو هو مزيج بين مسرحية هزلية وستاند أب كوميدي و لقاء شبيه بلقاءات (سيد أبو حفيظة) المصطنعة، ستفتح فمك كثيراً حتى يعشش الدبان في بؤك، قد تفتحه من الانبهار، من التعجب، من الغباء، ولكني أضمن لك أنك (هتفتحه يعني هتفتحه).




 نهايته.. لك مطلق الحرية أن تفعل أي شيء تريده أو تقول أي شيء تريده.. ولكن أرجوك لا تكتب في التعليقات تلك الكلمة إيّاها التي ظلت تتردد في عقلي بعد أن شاهدت هذا اللقاء ... إحنا هنا ناس محترمة يا كابتن.


لينك الجزء الثاني من اللقاء: http://www.youtube.com/watch?v=4RbwI06pQRs&feature=related
لينك الجزء الثالث من اللقاء : http://www.youtube.com/watch?v=it-EUxbLIGc&feature=related

الجمعة، 5 أغسطس 2011

7 نصائح حتى يصبح رمضانك (مبارك) بإذن الله*


*من وحي أحداث حقيقية.

حتى يصبح رمضانك (مبارك) أنت بحاجة إلى :

1- أن تظل محبوساً في بيتك (أو قفص اتهامك لو حبيت) تنتظر – بلا مبالاة- الإفطار (أو الحكم ) كمن ينتظر أوردر تِكّا.

2- احمل مصفحك معك، ولكن لا تحاول أن تقرأ فيه (المصحف لزوم المنظر بس).

3-  سلّي صيامك… (العب في مناخيرك، بص ف ساعتك كل شوية، اتكلم مع اللي جمبك).

4- بما أننا في الحر فحاول أن تلبس لبساً مريحاً (ترننج أبيض مثلا ؟!).

5- الصيام سيجعلك تعطش، يمكنك في الخباثة أن تشرب من الثلاجة، لو قُبض عليك متلبساً فعليك أن تنكر جميع التهب المنسوبة إليك (إعمل عبيط).

6- إعمل فيها ميّت ومتهالك، استأجر عدة أشخاص (يزقوك) بسريرك الخاص للتحرك من وإلى الأماكن التي تريدها.

7- رمضان بيحب لمّة العيلة، لا مانع من أن تجتمع مع ابنيك (كانت حركة حلوة منك)، ولكن المرة القادمة أرجوك، لا تنسى إحضار (المدام) معك.

الخميس، 4 أغسطس 2011

إنتا !




الملل .. اللي بيتخّبى ساعات فِ عينك...

والعمل .. اللي بيبان من جبينك..

مع القُصَّير بتنزِل لتَحت..

ومَع الطويل بتشّد قامتَك..

وابتسامتك..

هيّا علامتك..

علامة العار الأكيدة..

صفاتك الصَادقة.. بجَد عملالك مكيدة..

بتفضحك..

في أي مَكان...

الناس من حواليك يا بني..

 ما زالوا بَشر..

إنتا الوحيد فعلاً..

اللي بَقى إنسان..!

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

أتوبيس مصر وعُقدة "مفترق الطرق"!


المقال في اليوم السابع : 


مصر الآن كحافلة متهالكة إنتاج شركة "شرق الدلتا" تتحرك ببطء إلى محطة (ما) تطمح أن تصل إليها، في الحافلة هناك الليبراليون والإخوان والسلفيون والمسالمون والأهلاويون والزملكاويون والسياسيون واللي (ليهم) ف السياسة (زي حالاتي) واللي "ملهمش فيها خالص
".

تتحرك الحافلة ببطء والركاب ينظرون لبعضهم البعض في ترقب حذر، تشتعل بعض الخناقات هنا وهناك ثم تهدأ مرة أخرى، يعود الصمت للأجواء ثم فجأة تعود (الزيطة) و(الزمبليطة) بدون مقدمات.
هناك من يدخل في الخناقات مع الفريق الأول أو مع الفريق الثاني، وهناك من يدخل لكي "يحوش" وهناك من يدخل لكي "يشوف إيه الحكاية ؟" فيجد نفسه فجأة طرفاً في هذه الخناقة (وهو ما سيجعله يتهري ضرب(.
وفي كل هذه الهيصة هناك مشّككون، مجموعة تصر على أن (احنا ماشيين ف الطريق الغلط) أو (احنا لازم نتصرف ونجيب "عجل" أحسن من الباص القديم ده)، لا يعلمون ما هو المطلوب منهم ولا يعلمون ماذا يريدون أصلاً، ولكنهم يريدون فقط أن (يعملوا أي حاجة(.
هناك مجموعة أخرى في الباص تنتشر بين الركاب، يقف كل فرد منهم بجوار زميله ويهمس له في أذنه: "إحنا داخلين في مفترق طرق.. لازم نحدد مين اللي هيفضل ف الباص ومين اللي مالوش لازمة يكمّل معانا"، وهي نفس نظرية (الطيّارة تقيلة لازم نرمي شوية أشخاص عشان منوقعش!)، رغم أن الباص – ما شاء الله – بيستحمل جامد وأكتر من كده كمان.
وفي آخر الباص (وعلى الكنبة الورّانية تحديدا) أجلس أنا مع القليل من الزملاء لا نأبه بأي شيء تقوله أي مجموعة، لأننا ندرك جيداً أن (البنزين قرّب يخلًص)، و(كده كده) سنضطّر للتوقف في محطة البنزين القادمة التي ستمّكننا فعلاً من اتخاذ قرارات حقيقية وحاسمة ومبنية على البنزين الذي سيتم تزويده للباص، تلك المجموعة تعلّم جيداً أن مصر لن تدخل في مفترق الطرق لأنه لا يوجد إلا طريق واحد فقط، قد يكون مزدحماً، قد يكون (مترّباً)، قد يكون مليئاً (بالحوادث)، ولكنه ليس إلّا (طريق عام) سيوصلنا في النهاية إلى المحطة القادمة.... محطة البنزين، أو كما أسمّيها (محطة القائد الجديد(.

ع.سالم

25-7-2011