الخميس، 13 أكتوبر 2011

رسالة لم تكتمل إلى عزيزي العشوائي.



عزيزي العشوائي، يا من تسكُن في عشوائيات مصر القذرة، يا من تصحو يوميًا حامدًا ربّك، لاعنًا البلد بمن فيها بمن يحكمها، باحثًا عن ما يكفي لجعل جهازك الدوري يعمل، ليس بالضرورة أن تجد ما يكفي، ولكّن ربّك بيسهلّها، وأنت حتّى الآن لم تجد تفسيرًا لذلك.

عزيزي العشوائي صاحب الرائحة النتنة ستّة أيام في الأسبوع، أنت غالبًا الأن تعمل في ورشتك، أو تحاول أن تجد عملًا، وربما تكون قد تغيّبت هذا اليوم عن الورشة، صدّقني ده مش كويّس ليك، الأسطى مبيرحمش، ولكن لا مشاكل، هذا سيعطيني مساحةً أكبر في الكلام.

عزيزي العشوائي، تحدث الآن أحداث مهمة جدًا لا أعلم إن كنت تعرف شيئًا عنها، لا أود أن أسئلك عن رأيك في المسيحيين - أو رأيك في المسلمين - لأني أعلم جيدًا أن آراءك (احتمال متعجبنيش)، لذلك لا تحاول مناقشتي عن الفتنة الطائفية أو عن المجلس العسكري إلّا إذا كنت مؤمنًا بما تقول.

عزيزي العشوائي أنا لا أعرف لماذا أكتب لك هذه الرسالة، أنا أصلًا لا أحبذ الاختلاط معك، أنت من هذا النوع من البشر الذي كلما رأيته تحسّرت عليه قليلًا، وتقززت منه كثيرًا.. أنت غالبًا تعرف من أنا، أنا هو ذلك الشاب الذي يجلس في التاكسي بملابسه النظيفة المكوية يُرمقك بعينيه، لم يَرقى لدرجة ركوب السيارة المرسيدس، ولم يُسخط لدرجة المشي على الأقدام.

 عزيزي العشوائي، أنت غالبًا تربتط في ذهني بثلاثة أشياء، أولًا: الألفاظ البذيئة، ثانيًا: السرسجية، ثالثًا: خالد يوسف، أعرف أنّك لست بالضرورة صاحب لسان سليط، ولست بالضرورة سرسجيًا تُصوّر نفسك بكاميرا 6600، وبعدها تسأل صديقك إن كان يستطيع وضع صورة قلب وكلمة (آي لوف يو) عليها بخط Arial Bold، وأعلم جيدًا أنّك لست بالضرورة بلطجيًا، ولست بالضرورة قاتلًا، ولا عاقًا لوالدتك... ولكّن أعذرني يا صديقي، عِشرة تلاتين سنة تعمل أكتر من كده.

عزيزي العشوائي، كُتب عنّك كثيرًا، وراجع التدوينة الشهيرة "الفقراء أولًا يا ولاد الكـ.."، طبعًا تعرف جيدًا أنني من الطبقة المحترمة التي لا تقول هذه الألفاظ، أتوقّع أنك تُرمقني الآن بنظرة المقروف، متسائلًا عن هذا الكائن الذي لا يجرؤ على ذِكر كلمة "كلب"، على العموم فُكك يا صديقي، سأنهي الخطاب عند هذه النقطة متمنيًا أن لا يصيح الأُسطى في وجهك، ومتمنيًا بأن لا تتعصب عليه فتعطيه بقرن الغزال ذكرى مُحترمة..... حسنًا، ولا كإني قُلت أي حاجة، إنسى كل ما قلته، تمامًا.

آه، نسيت.. إدّي الرسالة دي لأي دكتور عندكوا في المنطقة، معرفش إذا كنت بتعرف تقرأ فُصحى، أو إذا كنت بتعرف تقرأ أصلًا.

هناك تعليقان (2):

إتكلّم!