الثلاثاء، 3 يونيو 2014

لأن تلك الأصوات اللي في دماغك ليست إلا بقايا خوفك.


أُفكّر يوميًا في أن القرية الظالم أهلها التي نود جميعًا الخروج منها ليست إلّا نتاج مجموعة من البشر "الظالمين" الذين يفكرّون يوميًا في مدى رغبتهم في الخروج من هذه القرية الظالم أهلها.

***
فرقة الروك البريطانية "راديوهيد" لها أغنية شهيرة بعنوان Creep
يقول "توم يورك"، المغني الرئيسي لـ"راديوهيد":

"But I'm a creep,
I'm a weirdo,
What the hell am I doing here?
I don't belong here."

لفترة ما في حياتي كُنت أؤمن بأن المعنى الضمني للسؤال "ما الذي أفعله هنا بحق الجحيم؟" هو شيء من هذا القبيل: ""أنا بعمل إيه هنا في هذا العالم القميء؟ انتم كلكم أغبياء ومثيرون للشفقة بشكل مريب، بالرغم من كوني غريب الأطوار إلّا إنني أرقى منكم، أنا أستحق مكانًا أفضل، أنا لا أنتمي إلى هذا العالم يا ولاد الكلب!" إلّا أنه بعد فترة لا بأس بها اكتشفت خطأ تفسيري، توم هُنا لم يكن يحاول إظهار الفرق بينه وبين الآخرين، لم يجعل من نفسه غريب أطوار، هو كان يطرح الحقيقة الخام، كما هي، توم لم يحكم على نفسه بأنه يستحق مكانًا أفضل، قال فقط أنه ينتمي إلى مكانٍ آخر، مكان أفضل؟ أسوأ؟ لا مكان؟ أكان يريد أن يعيش في الفراغ؟ فوق هالة ضوئية لا يصل إليها سوى الأكسجين والموسيقى؟ الله أعلم.... توم كان يحاول إخبارنا أنه –فقط- لا ينتمي إلى هنا، بس، لا يوجد أي قدر من النرجسية أو التعالي في الموضوع، الفكرة كلها هي أن كما لمُحبي كوكبنا العزيز الحق بأن يفتخروا لانتمائهم لهذا الكوكب فإنَّ لغريبي الأطوار الحق بأن يعلنوا عدم انتمائهم لهذا العالم بأسره.

تبدو حياتي كشريط سينمائي باهت، أبدو كبطل فيلم كوميدي يجلس في بيتٍ من زجاج، لا يحاول أن يتفاعل مع العالم، ليس كراهيةً أو خوفًا منه، ولكن رغبًة في إيقاف تيار الأحداث/الكوميديا من السريان، المشكلة أنه ينجح في ذلك، وتصبح النتيجة فيلم سينمائي ممل، وطويل، وخالٍ من تقاطعات وألعاب الدراما.

ألعب مع الماضي يوميًا شد الحبل، وبدون مقدمات تأتي النوستالجيا وتشد من ناحية الماضي... الظُلم وِحِش.. فعلًا.



في فيلم Mary & Max، يخبرنا ماكس -الرجل الأربعيني الأعزب الذي يسكن وحيدًا- أنه يجد العالم فوضويًا وغرائبيًا للغاية، يعاني ماكس من مشاكل في استيعاب الآخرين، لا يفهم ألعابهم اللفظية ولا يمتلك القدرة على قراءة المعاني المرسومة على وجوههم، في يوم من الأيام يذهب ماكس إلى عيادة طبيب الأسنان، وعند مكتب السكرتيرة يجد لافتة كُتِب عليها
"Please take a seat"
في المشهد التالي نرى ماكس، في القطار، وقد "أخذ" كرسيًا معه إلى المنزل.

لأسبابٍ عدة لا داعي لذكرها، أؤمن بأنه في عالمٍ آخر سنكون -أنا وماكس- أصدقاء بالمراسلة.

***
 الليل صمتٌ، وسوادْ..
 أنا بحِب الليل.،
 بس النهار وَحَشني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتكلّم!