الثلاثاء، 13 مايو 2014

لا تحزن إن كـَثُر حديثك عن شيء تُحبه.




لسبب لا أعلمه، عندما أستمع إلى أُغنية جديدة، لفريق/مغني لا أعرفه، حتّى وإن استمعت بعدها إلى أعماله الكاملة، تبقى الأغنية الأولى هي المُفضّلة بالنسبة لي، تبقى الأغنية الأولى هي الأصدق والأكثر جمالًا مُقارنةً بباقي أغاني الفرقة أو المُغني.
 حدث الأمر معي مع Pink floyd، عرفتهم من خلال Another brick in the wall، وبمرور السنوات، لا تزال تلك الأغنية هي الأقرب إلى قلبي، قطعة الكرز فوق الجاتوه. وأيضًا مع Jefferson Airplane وأغنيتهم  Somebody to love

ما التفسير إذن؟ هل الأمر شبيه بالحُب الأوّل؟    
          
في صِغَري، استمعت إلى تلك المقطوعة الموسيقية المعزوفة بالفلوت مئات المرات (https://www.youtube.com/watch?v=VFqT7KLbC9o)، كانت توضع كخلفية موسيقية لمشاهد من الأقصر وأسوان في القناة الأولى الأرضية (لتشجيع السياحة، وأشياء من هذا القبيل). مرّت الأيام، وكَبِرت، ولم يتسنّى لي معرفة اسم تلك المقطوعة الموسيقية، لم يكن هناك إنترنت وقتها، ولا Shazam ليساعدك في التعرف على أسماء المقاطع الموسيقية، وفي عام 2007 –تقريبًا- ، وبينما كنت أنتظر إحدى الطائرات مع عائلتي، استمعت إلى نفس الموسيقى، ولكنها كانت مصحوبة بكلمات منطوقة، التقطت أذني جملة "People writing songs, that voices never share"، بعد العودة إلى المنزل فتحت الكمبيوتر بسرعة، وببحث سريع على جوجل اكتشفت أن تلك المقطوعة ليست إلّا لحن لأغنية Sound of silence لسايمون وجارفنكل. كانت سعادتي وقتها لا توصف، فبعد سنواتٍ طوال أخيرًا تعرّفت على ماهية تلك الموسيقى.

هذا الفيديو (https://www.youtube.com/watch?v=dTCNwgzM2rQ)، هو فيديو مُصوّر لحفلة غنّى فيها سايمون وجارفنكل أغنيتهما الشهيرة السابق ذكرها، وذلك في "سنترال بارك" عام 1981.

لفت انتباهي أن الفيديو يبعث لي نوعًا من النوستالجيا الزائفة، وكأنني عشت هذه اللحظات من قبل، مع أنني لم أفعل.

 في تلك الحفلة تستطيع أن ترى حشود الجماهير وهم في ظلام دامس، وهادئ، لا هواتف محمولة أو فلاشات كاميرات تعترض "الصمت"، (مجرد ثلاث أو أربع "فلاشات" في الحفلة والقليل من التصفير المُعتاد). في تلك الحفلة يمكنك أن ترى سيدة تُخفض رأسها بهدوء وتأثر، لا تهتم برؤية الأداء ولكنها فقط تستمع وتستمتع (01:04) ، أمًا تحتضن ابنها (01:44)، سيدة تلبس نظارة طبية وتستمتع إلى الأغنية بأذنين تقدرا الجمال (02:30).

أحببت أيضًا أنه عندما وصل سايمون وجارفنكل إلى المقطع الذي يقولان فيه:
" And in the naked light I saw
Ten thousand people, maybe more"

قام المُخرج ولأول مرة منذ بداية الأغنية باختيار زاوية تصوير مختلفة، حيث نرى سايمون وجارفنكل من الخلف، وأمامها الحشود العملاقة السوداء التي تمتد إلى ما لا نهاية، وكأنهم هُم "العشرة آلاف، وربما أكثر"، ويبدو أن هذا ما وصل أيضًا إلى الجمهور، لأنهم هلّلوا وصفقوا بشدة في هذه اللحظة بالذات.

***

إذن، لِمَ أُحب هذه الأغنية إلى هذا الحد دونًا عن باقي أغانيهم؟ هل الأمر شبيه بالحُب الأول؟

رُبما.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتكلّم!