الاثنين، 30 يوليو 2018

لا تحزَن إن كَثُر حديثك عن شيء تُحبه، مُجددًا.





أنا بحب براين إينو من زمان، الراجل ده عمل ألبوم من أحلى الألبومات المينمال والآمبينت اللي ممكن تسمعها في حياتك: Music for Airports : ميوزك للمطارات، وهدفه لما عمله كان زي ما إسم الألبوم موضّح بالظبط، يكون مزيكا هادية وبسيطة جدًا تشتغل في المطارات، تكون بعيدة عن كلاسيكية موسيقى القرن العشرين أو الجاز مثلًا، حاجة تعمل باكجراوند واضح يخفف التوتر والتنشَنة اللي في المطارات، وفي النفس الوقت متفرضش نفسها بزيادة، ولا تختفي تمامًا مع بقية الأصوات. 

في ٢٠١٥ إتفرجت على فيلم 
The end of the tour 

اللي كان بيحكي قصة الروائي ديفيد فوستر والاس، وهو أكتر روائي بتكلم/بكتب عنه - أنا آسف - في آخر الفيلم الأغنية دي إشتغلت.

Brian Eno - The Big Ship
https://www.youtube.com/watch?v=lCCJc_V8_MQ

ودي كانت أول مرة أسمع الأغنية دي تحديدًا لبراين إينو. المخرج إستخدم الأغنية دي لسبب واضح، إنها كانت من الأغاني المُفضلة لشخصية من شخصيات والاس في روايته الأخيرة. ديفيد كَتَب عن الأغنية دي الكلام ده:

"This song is making me feel both warm and safe, as though cocooned like a little boy that’s just been taken out of the bath and wrapped in towels that have been washed so many times they’re incredibly soft, and also at the same time feeling sad; there’s an emptiness at the center of the warmth like the way an empty church or classroom with a lots of windows through which you can only see rain in the street is sad, as though right at the center of this safe, enclosed feeling is the seed of emptiness."

مش هحاول بأي شكل أترجم النَص لإن ده هيدمر أي تلقائية وحُب فيه. 

الأغنية دي أستخدمت برضه في ٢٠١٥ في نهاية فيلم 
Me, Earl and the Dying girl,
وده كان فيلم جميل برضه. 

الغريب في الموضوع إن براين إينو ألّف الأغنية دي في ١٩٧٥، من ٤٣ سنة، وده شيء غريب، وجميل، وشوية مُخيف، إزاي إنسان طبيعي عِرِف يعمل موسيقى مودرن وترانسيندينت للدرجة من أكتر من إربعين سنة؟ أحيانًا بفكّر كده في الرقم، ١٩٧٥، وبفكر في البُعد الزمني ما بين اللحظة الحالية وسنة ٧٥، اللي هوّا دي السنة اللي كانت بَعد حرب أكتوبر بشوية، أو هيا السنة اللي اتعمل فيها فيلم الكرنك، أو هيا السنة اللي بابايا دَخَل فيها الثانوية... وبفكّر كان هيحصل إيه لسعاد حُسني لو سمعت الأغنية دي قبل ما تبدأ تصوير؟ أو بابا وهوّا رايح المدرسة؟ أو أنور السادات وهوا قاعد في مكتبه؟ كان هيحصل إيه لو الأغنية دي إشتغلت في التلفزيون بالغلط بدلًا من قارئة الفنجان؟ أو كان هيحصل إيه لو الأغنية دي وصلت لأسامة بن لادن وهوا تمنتاشر سنة ولسّه شاب والمُراهَقَة بتجري في دمه؟

معرفش. أنا عارف إن دي تساؤلات بريئة، وغبية، وساذجة، وملهاش إجابات، وبتبعدنا عن أصل الموضوع، وبتُفقِد الأغنية جمالها، وبتفرِض كلمات كتير فوقيها، وبتجبر أي حد يسمع الأغنية بعد قراية الكلمات دي إنه يسمعها وفي ودانه شخص بيـ أوفر-أناليز وبيـ أوفر-هايب أُغنية بسيطة عادية، وبتخليني دلوقتي متضايق من نَفسي لإني بتكلم عن حاجات كتير أكتر مِن مرة، وبتخليني أكتب العنوان اللي فوق ده وهوّا عنوان أصلًا كتبته قبل كده في تدوينة تانية، وعارف إن التساؤلات دي غالبًا هتخف حدتها بُكرة الصبح وإني هتفاجيء تاني -زي كل يوم- بغرابة وغباء وجَمال العالم… بس مش مشكلة. 

مش مشكلة.

٠٠٠
يناير، ٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتكلّم!