الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

لماذا لم يُصنَع فيلمًا حتى الآن يتناول حياة رجل يعاني من الروائح الكريهة بين أصابع قدميه؟




2012©


هه؟ لماذا ؟
لماذا لم يُصنَع فيلمًا حتى الآن يتناول حياة رجل يعاني من الروائح الكريهة بين أصابع قدميه؟ وتكون القصة الرئيسية للفيلم هي رحلة بحثه عن العلاج المناسب لذلك، ورحلته بين الصيدليات وعيادات أطباء الجلدية للبحث عن الـ(تريتمنت) الذي سيُغيّر حياته وحياة عائلته رأسًا على عقِب؟


لماذا لم يُصنّع فيلمًا حتى الآن عن شاب يمتلك كمبيوتر به فيروس لعين لا يستطيع الـBet Defender ولا الـA.V.G إزالته؟ تنقلب حياته رأسًا على عقِب. يذهب لمهندسي الكمبيوتر. لا حل. يسأل شركة مايكروسوفت في منتداها المتواضع. مفيش فايدة. يستشير خبراء البرمجة. محدش عنده فِكرة. الحل الوحيد هو فرمتة الجهاز، أيُضحي بذاكرة الجهاز مقابل عودة الويندور للحياة بذاكرة الأطفال البيضاء؟ أم يرضخ للفيروس ويحيا مع الويندور في لحظاته الأخيرة؟ الـهاردوير vs السوفت وير. المعركة النفسية الحاسمة.

لماذا لم يُصنَع فيلمًا حتى الآن عن رجل مدمن للقهوة يخبره أصدقاؤه أن شرب القهوة كتير غلط. فيسأل الأطباء ليفاجيء أن شرب القهوة كتير غلط فعلًا.. فيقع تحت وطأة صراع نفسي كبير يُغيّر من حياته رأسًا على عقب؟

لماذا لم يُصنَع فيلمًا حتى الآن عن فتاة تبكي كل ليلة في فراشها لأن موبايلها مفيهوش واي فاي؟

لماذا لم يُصنَع فيلمًا حتى الآن عن طفل يكره لبس البنطلونات الجينز لإنها تجعله بشكل ما أو بآخر يعاني من التسلخات الجلدية؟

لماذا لا تتناول الأفلام قضايا من قبيل، الهرش المستمر في الدماغ، بروز الكرش عند الرجال والسيدات، قضايا التمييز بين الولاد والبنات في المصروف، الـPrivacy على الفيس بوك ومشاكل الـTagging، الشرابات اللي ريحتها معفنة؟ 

لا أحد يعلم. ربما لأن هذه الأفكار والقضايا لا تصلح مواضيعًا لأفلامًا سينيمائية؟ إممم. معتقدش. أي حاجة تصلح موضوعًا لفيلم سينيمائي. أي حاجة!

"Anything؟"
"anything!"
"anything؟"
"yes,anything!"
"anything؟"
"anything!"
"anything؟"
"I'll get you, and it'll look like a bloody accident"

ما الذي يجعل عالمًا كهذا العالم الذي نعيش فيه محض كرة من نار؟ ليست الحروب، ولا القنابل، ولا أمريكا، ولا إسرائيل. هي تلك الأسباب التافهة التي ذُكِرت أعلاه. التسلخات. فيروسات الكمبيوتر. شرب القهوة. هرش الدماغ. الفيس بوك. هذا الهراء هو ما يجعل كوكبنا قِطعة من الجحيم.

اللعنة علينا إذن.
...عن نفسي.. أنا هدعي ربنا أن يقوم أحدهم بصنع فيلم يتناول فيه فكرة من هذه الأفكار المتواضعة (بالمناسبة.. أنا متنازل عن حقوق الملكية الفكرية، أي خدمة).

هناك 5 تعليقات:

  1. لو فى فعلا فيلم عن البت بتاعه الواى فاى او الواد ابو فيروس ده انا مستعده اتفرج عليه و الله...

    الحاجات الصغيره دى "الرفايع" يعنى هى اللى بتبسطنا او تنكد علينا اصلا يعنى...

    المقال ده ينفع يتنشر فى كتاب على فكره...

    ردحذف
  2. :)
    إكزاكتلي. الـ"رفايع" هيا اللي بتعمل كل حاجة.

    ردحذف
  3. مش عارف يا سالم بس يمكن عشان اللى بيعملوا افلام معندهمش المشاكل دى .:):)
    واحشنى :):)
    أحمد ماهر

    ردحذف
  4. من زمان مقريتش بوست يضحكنى كده
    شكر لك

    ردحذف
  5. تصدق فعلا البوست ده جامد طحن!
    واقعي جدا ودائما بافكر في الموضوع ده، ولكن انت كتبته بطريقة رائعة يا فنان
    :)

    ردحذف

إتكلّم!