نفقد بمرور الوقت قدرتنا على الاستمتاع بتلك الأشياء التافهة/الهامة للغاية، وتصبح حياتنا تافهة بمقدارٍ يناسب التفاهات العُظمى حولنا، أو عميقة بمقدار العُمق المُتوقع من أفرادٍ يعلمون
الكثير عن ماضيهم البائس ويأملون بالحصول على مستقبل أقل بؤسًا.
نفقد قدرتنا على تقدير المشاعر البسيطة، ونحتاج بمرور الوقت إلى دراما أكثر
وانفعالات أكثر سخونة وإقناعًا، نفقد القدرة على ملاحظة الابتسامات اللي من
القلب، لا نقتنع بالهدايا التافهة/العظيمة ونكتفي برؤيتها من الجانب التافه فقط (حظاظة، مصاصة، شال مصنوع من
التريكو، كارت عيد ميلاد، كتاب من سور الأزبكية،...).
بمرور الوقت تصبح حواسنا الخمس أكثر طَمعُا وجشعًا،
وتصبح أبسط المثيرات حولنا كأنها معدومة، نحتاج إلى موسيقى عالية، أغانٍ صاخبة، هوم ستيريو سيستيمز، سماعت بيتز، نأكل طعامًا ببهارات حارة، لا نكتفي بطبقة
برجر واحدة، ونُزيد من نسبة الملح والفلفل والشطة والكمون...
نفقد قدرتنا على حب الأشياء البسيطة، وتصبح البساطة في حد ذاتها عبئًا
ثقيلًا. نصبح أكثر غباءًا وأكثر سرعة في اتخاذ القرارت وحُجتنا تافهة للغاية وهي
أننا أصبحنا في عصر السرعة. لول.
نخاف من الواقع ومن الملل، ولا نملك سوى أن نعيش فيهما مرغمين.
تصبح ذكرياتنا سريعة، وهَشَّة، نَلتَقِط مِئات الصُور توثيقًا للحظة واحدة فقيرة،
تُوّثق ذكرياتنا على ألبومات الفيس بوك وبين صفحات الانستجرام، ويصبح ماضينا متاحًا للجميع، ليتذكره الجميع، وننساه نحن.
يُصبح الاندهاش من الأمور البسيطة أمرُا غريبًا، وتصبح جملة مثل "يا
الله على الجمال" شاذة وغريبة إن تمت مقارنتها بـ "يا دين
أمي" مثلًا.
نَفقِدُ قُدرَتنا على تأمل الكون ببساطته.
نطلب أكثر، نأكل أكثر، نسمع أكثر، نرى أكثر، ونريد أكثر،.. وتبقى في صدورنا مرارةٍ ما، لا نعرف لها مصدرًا، ولا نهتم بمعرفة السبب.
نطلب أكثر، نأكل أكثر، نسمع أكثر، نرى أكثر، ونريد أكثر،.. وتبقى في صدورنا مرارةٍ ما، لا نعرف لها مصدرًا، ولا نهتم بمعرفة السبب.