مذيع ومذيعة يقفان في وسط استوديو كبير به الالاف من البلالين والعشرات من الأطفال الصغار ..
وصوت أغنية الأطفال الشهيرة شخبط شخابيط تعلو بشدة مما يجعل بعض الأطفال متضايقون (وحطّين ايديهم على ودانهم) .
ومهرج لا يقال عليه سوى (مسخرة) يرقص أمام الأطفال بينما هم يبحلقون فيه وهم يقولون " مين العبيط اللي بيرقص ده ؟ "
يعبث المذيع في شعره قليلا ويُكلم الكاميرا قائلا :
- أهلا وسهلا بيكوا يا حبايبي يا حلوين في حلقة جديدة وبرنامجكوا لعب عيال !
يعلو تصفيق الأطفال ..
تقول لنا المذيعة بشعرها المنكوش ..
- أهلا بيكوا معانا ... النهاردة حلقتنا من لعب عيال حتكون مميزة جدا .. علشان النهاردة حتكون معانا جوايز كتيييييير علشان خاطر حبايبنا الحلوين ..
تلتفت إلى المذيع وتقول :
- نبتدي الحلقة يا تامر ؟
- يلا بينا !!
" هيييييييييييه "
تقول المذيعة بعد أن تضبط قصة شعرها المدلدلة على عينها
- ومعانا أول اتصال النهاردة ... نقول آلو ؟!
يرد صوت طفولي لطفل يبدو عليه أنه ( أمور ) أوي ... نسمعه يقول :
- الووووو ..
- يا خراشي .. مين الولد الأمور اللي بيكلمني ده ؟!
- أنا حمادة
- كوتي كوتي كوتي ... إزيك يا حمادة ؟!
- (الحمدو) لله !
- طيب بقى يا حمادة .. قول لنا بتكلمنا منين ؟!
- من الشرابية !
- !!!
تضطرب المذيعة قليلا وتتعجب من أن هذا الولد ( الكوتي كوتي ) قد يكون من الشرابية .. ولكنها قالت بعد أن عدّلت قصتها مرة أخرى :
- أوكي ... عايز تشارك معانا النهاردة في المسابقة ؟!
- طبعا
- ماشي .. حسألك سؤال وانت تجاوب عليه ... السؤال بتاعك بيقول... امتى كانت حرب ستة أكتوبر ؟!
تعبث المذيعة في شعرها مرة أخرى ثم تقول :
- قدامك 10 ثواني .. 1 .. 2 ...3 ...4
- 1967 ؟!
- حديك فرصة كمان يا حمادة !
- ثوكلن !
- 5 ... 6 ....7 ....8 ... 9 ..
نسمع صوت والدة الطفل وهي تقول له 1973 في عصبية مفرطة.
- 1973 ؟!
تعلو بعض الهدايا الافتراضية العملاقة على شاشة البلازما التي توجد خلف المذيعة ويصاحبها لحن طفولي به بعض الفرحة وترقص كلمة " مبرووووووووك " على الشاشة ..
تقول المذيعة بابتسامة :
- ألف مبروك يا حمادة ... الأجابة فعلا صح !
- هييييييه ...
- كسبت معانا النهاردة كورة مرسوم عليها ميكي ماوس .. الف الف مبروك ... وعلى فكرة الكورة مقدمة من محلات ( الولد الأمور ) للألعاب ..
- شكرا يا طنط سلوى !
( قال إيه مسمية نفسها طنط سلوى ! )
- العفو يا روح قلب طنط ... تحب تبعت إهداء لحد ؟!
يظهر صوت أم الطفل مرة أخرى وهي تقول له بصوت حاولت أن يكون منخفضا " قول ببعت إهداء لماما حبيبتي "
- ببعت إهداء لماما حبيبتي !
تتغاضى المذيعة عن سؤاله إذا كانت والدته هي من قالت له أن يقول ذلك ( وهيا عارفة كده طبعا ) علشان شافت إنها حتحرجوا ... قالت بعدها :
- شكرا يا حمادة ... مع السلامة !
والتفتت بعدها إلى المذيع الآخر الذي يقف بجانبها وقالت :
- إيه رأيك نستقبل اتصال تاني ومتسابق جديد ؟!
- أكيد حنستقبل اتصال جديد ... ولكن .. بعد الفاصل
ونزّلت كلمة لعب عيال وهي ترقص على الشاشة بنفس الأسلوب الذي جاءت به كلمة مبرووووووك ( وده معناه إنهم بيستخدموا الباور بوينت في البرنامج ).
بعد أن يأتي الفاصل يصيح المخرج في المذيعة :
- إيه اللي انتي عملتي ده يا ست هانم ؟! .. ما تركزي شوية في شغلتك ! .. مش قادرة تتحكمي في وشك ؟! .. أول لما الواد قال لك انه من الشرابية قمتي اتخضيتي وبان على وشك !
برطَمت ببعض الكلمات ... والتفتت بعدها إلى الأطفال الصغار المساكين المحبوسين في الأستوديو بين البلالين ومع المهرج السخيف .. وقالت :
- بصوا بقى ..أي حد عايز يخش الحمام علشان يعمل بي بّي يروح دلوقتي حالا علشان بعد أقل من دقيقتين حيخلص الفاصل ده .. واحنا مش عايزين حد يغرّق الاستوديو واحنا ع الهوا !
وبالفعل قام أحد الأطفال واستأذن إن كان يستطيع عمل ( بي بّي ) ..
- بس بسرعة !
وبعد أقل من دقيقتان كان الطفل قد عاد من الحمام .. وبعدها جاءت كلمة ( لعب عيال ) وهي ترقص مرة أخرى ليبدأ بعدها البرنامج مرة أخرى على الهواء مباشرة ..
وأخيرا نطق هذا المذيع عندما قال :
- ورجعنا مرة تانية وبرنامج لعب عيال ...
تصفيق حاد من الأطفال اللي قالولهم (سقفوا وحنديكوا بومبوني ) .. وفي الآخر مش حيدولهم بومبوني ولا حاجة
- بالفعل رجعنا مرة تانية ... ودلوقتي حنستقبل معاكوا تاني اتصال في الحلقة ...
- فعلا يا سلوى ... نقول دلوقتي .. ألو ؟!
- ألو ؟!
- مين معايا ؟!
- أنا شجرة الدر .. إزيك يا عمو تامر ؟!
- شجرة الدر ؟! .. اسم جميل جدا ...أنا كويس وزي الفل .. تحبي تشاركي معانا في المسابقة ؟!
- أيوة
- أوكي ... سؤالك بيقول ... مين هيا زوجة الملك الصالح اللي انتصرت على الصليبين وعلى لويس التاسع لما جه هوا وعصابته علشان يحتلوا مصر ؟! .. قدامك 10 ثواني ..... 1 ...2 ... 3 ...
- كليوباترا ؟!
- احم ... حديكي كمان فرصة ... 4 ...5 ...6 ..
- نفرتيتي ؟!
يقول المذيع بصوت عال جدا وهو يشد في شعره :
- يا شجرة الدررررررررر .. يا شجرة الدررررر .. ركزي شوية .. حديكي فرصة أخيرة يا شجرة الدر !
- أوكي ....
وتصمت قليلا ثم تقول :
- سوزان مبارك ؟!
وبالفعل انتهى البرنامج بعد أن أخد المذيع يلطم على وجهه وهو يقول " إيه الغباء ده يا اخوانا ؟! " ..
وبالنسبة لحمادة فهو لم يحصل على كرته المرسوم عليها ميكي ماوس حيث أن محلات ( الولد الأمور ) غزتها الفئران (مكنوش بيستخدموا طارد الفئران السحري).
وبالفعل..
كان البرنامج مجرد لعب عيال !